واما أفلاطون الشريف الإلهي فروى عنه في كتاب اثولوجيا انه قد أحسن في صفه النفس حيث وصفها بأوصاف كثيره صرنا بها كانا نشاهدها عيانا غير أنه قد اختلفت صفاته في النفس لأنه لم يستعمل الحس في صفات النفس ولا رفضه في جميع المواضع وذم وازدرى اتصالها بالبدن فقال إن النفس انما هي في البدن كأنها محصورة كظيمة جدا لا نطق بها ثم قال إن البدن للنفس انما هو كالغار وقد وافقه انباذقلس غير أنه سمى البدن بالصدى وانما عنى بالصدى هذا العالم.
أقول ويوافق في هذا الكلام الإلهي وطبع على قلوبهم بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون.
ثم قال إن اطلاق النفس من وثاقها هو خروجها من مغار هذا العالم والترقي إلى عالمها العقلي.
أقول وسبب اختلاف صفات النفس في كلامه ما علمت من طريقتنا من اختلاف (1) النفوس في التجسم والتروح بل اختلاف نفس واحد فيهما بحسب وقتين أو في وقت واحد من جهتين.
وقال في كتابه الذي يدعى فاذن ان علة هبوط النفس إلى هذا العالم انما هو سقوط ريشها فإذا (2) ارتاشت ارتفعت إلى عالمها الأول وقال في بعض كتبه ان علة هبوط النفس إلى هذا العالم أمور شتى وذلك أن منها انها تهبط لخطيئة أخطأها.
ومنها انها هبطت لعله أخرى غير أنه اختصر قوله بان ذم هبوط النفس وسكناها في هذه الأجسام وانما ذكر هذا في كتابه الذي يدعى طيماوس ثم ذكر هذا العالم ومدحه فقال إنه جوهر شريف سعيد وان النفس انما صارت في هذا العالم من فعل