والآثار وهو أصل حقيقتها وصوره صورها ونفس جميعها وهوية كلها ثم لاح لنا بواسطة انها تدرك المعقولات وتحضر ذاتها وتدرك هويتها انها جوهر (1) قدسي لا تقبل الموت والفساد فهي باقيه عند الله محشورة مع الملائكة والنبيين ع إذا استحكمت علاقتها معهم وحسن أولئك رفيقا.
فصل (9) في أن لكل بدن نفسا واحده وان القوى التي أحصيناها تنشأ منها بل هي تفاصيل ذاتها وشروح هويتها واعلم أن جماعه من القاصرين لما رأوا في الانسان آثار مباد طبيعية كالحرارة والبرودة والجذب والدفع والإحالة والنضج وغير ذلك مما يصدر مثلها من صور العناصر ورأوا آثارا أخرى نباتية كالتغذية والتنمية والتوليد مما يصدر من نفوس النباتات.
ورأوا آثارا كالحس والتخيل والشهوة والغضب مما يصدر أمثالها من النفوس الحيوانية ثم رأوا فيه أفعالا وادراكات نطقية وحركات فكرية فظنوا أن الانسان مركب من صوره طبيعية ونفوس ثلاثة أخرى نباتية وحيوانية وانسانية ومن ارتقى من هذه الطائفة وارتفع عنهم في هذا الباب ارتفاعا يسيرا رأى أن الانسان هو النفس العاقلة وسائر المقامات أمور عارضه لها من مبدء حدوثها إلى آخر دهرها حتى يكون البدن وقواه بالنسبة إليها كآلات ذوي الصنائع من حيث لا مدخل لها في حقيقتها ونحو وجودها بل في تتميم أفاعيلها وليس الامر كما زعموه.
بل الحق ان الانسان له هويه واحده ذات نشأة ومقامات ويبتدء وجوده أولا من أدنى المنازل ويرتفع قليلا إلى درجه العقل والمعقول كما أشار سبحانه