فالانسانية مخدومه القوى كلها (1) وهي تخدم العقول العالية كالعقل الفعال والذي قبله والذي بعده وهو العقل المستفاد والذي يليه وهو العقل بالفعل ويليه المسمى بالعقل بالملكة.
والحيوانية تخدم الانسانية وتستخدم الحيوانية النباتية ولها ثلاث قوى كما مر الغاذية والمنمية والمولدة.
والحيوانية أيضا لها قوتان قوه محركه وقوة مدركه والمحركة اما باعثه أو فاعله والمحركة الباعثة هي التي تسمى بالشوقية ولها شعبتان أحدهما شهوانية والأخرى غضبية تخدمها المحركة الفاعلة وهي تستخدم الأوتار والرباطات المتصلة بالأعضاء المستخدمة للأعضاء ففي خدمه الشهوة يجذب الأوتار إلى جانب المبدء وهو القلب، وفي خدمه الغضب ترخيها ويمددها إلى خلاف تلك الجهة للدفع.
واما المدركة الحيوانية فتنقسم بقسمين قسم يدرك من خارج وقسم يدرك من داخل والمدرك الداخلي الطف وأشرف من المدركات الخارجية وهي بمنزله القشور والنخالات له والمدرك من داخل أيضا ينقسم إلى مدرك الصور والى مدرك المعاني، فمنها الحس المشترك ثم الخيال والمصورة ثم المتصرفة في الطرفين المسمى بالمتخيلة بالقياس إلى الحيوانية والمتفكرة بالقياس إلى الانسانية ثم الوهمية ثم الحافظة ثم الذاكرة والمسترجعة.
واما النفس الانسانية فتنقسم إلى عامله وعالمه فالعاملة هي التي بها تدبير البدن وكمالها في أن يتسلط على سائر القوى الحيوانية ولا يكون فيها هياه إذ غايته انقهارية لهذه القوى بل يدبرها على حسب حكم القوة النظرية واما العالمة فهي القوة النظرية وهي التي بسببها صارت العلاقة بين النفس وبين المفارقات لتنفعل عنها وتستفيد منها العلوم والحقائق فالعاملة يجب ان لا تنفعل عن قوى البدن والعالمة يجب أن تكون دائم التأثر عن المفارق دائم المراجعة إلى عالم الذكر الحكيم لتحصل لها ملكه الاتصال بالمبدء الفعال فصارت نسبه اتصالها إلى المبدء الفعال والصورة