بالنوع لكنها كلها مشتركة في الجنس ليس اطلاق القوة الغذائية عليها بالاشتراك اللفظي وذلك لان القوى تعرف بأفاعيلها فإذا اشتركت الأفاعيل في معنى واحد كانت القوى كذلك فحينئذ إذا كانت النفس الغاذية التي في الحيوان مشاركه للنفس الغاذية التي في النبات وقد زادت عليها بفعل الحس وحركه الإرادية فكانت مشتملة على قوه أخرى كمالية هي مبدء فصلها المميز لها عن المشاركات النباتية واما ان هذه القوة الجنسية والفصلية يمكن ان يوجد بوجود واحد أو لا يمكن بل هي النسبة موجودة بوجودات متعددة أينما كانت فذلك مطلب وسيأتي القول في ذلك والحق عندنا ان النفس هي المدركة جميع الادراكات بجميع المدركات وهي المحركة بجميع الحركات الطبيعية والإرادية وهذا لا ينافي وجوب توسط هذه القوى المتعددة المتخالفة التي بعضها من باب الادراك وبعضها من باب التحريك لان القوة العالية لا تفعل الفعل الدنى الا بتوسط الا ترى ان المزاول للتحريك المكاني أو الوضعي لا بد وأن يكون قوه سارية في الجسم بخلاف المزاول للتحريك الشهوى بل الانتقال الفكري ارفع قدرا من التجسم وان المباشر للادراك مطلقا لا بد وأن يكون قوى مجرده على تفاوت تجردها بحسب تفاوت ادراكاتها فالعقلية أشد ارتفاعا وأعلى مقاما والحسية سيما اللمسية منها أدون درجه وأشد هبوطا من الجميع فإذا كان كذلك فوجب في صدور هذه الآثار المختلفة اما تعدد القوى المتخالفة أو تحقق درجات متفاوتة لذات واحده وكل طبقه وجودية حقيقتها وما يترتب عليها متفقه سواءا كانت منفصله عن غيرها أو متصلة به فالغاذية على اختلاف أنواعها حقيقة واحده سواءا كانت نفسا على حدة أو قوه من قوى نفس أو جزءا من اجزاء نفس وكذا اللامسة على اختلافها
(٧١)