الباب الثاني في ماهية النفس الحيوانية وبيان جوهريتها وتجردها ضربا من التجرد وفيه فصول:
فصل (1) في جوهريتها قد علمت فيما سبق ما فيه كفاية ولكن سنزيدك هاهنا ايضاحا وذلك أن من الناس من ذهب إلى أن النفس هي المزاج ويدل على فساده براهين.
الأول ان البدن جوهر أسطقسي مركب من عناصر متنازعة متسارعة بطباعها إلى الانفكاك والذي يجبرها (1) على الامتزاج وحصول المزاج قوه غيرها سواءا قلنا إن العناصر باقيه على صورها النوعية كما هو المشهور وعليه الشيخ وغيره من العلماء أو قلنا (2) انها غير باقيه وذلك لان الكيفيات العرضية أينما حصلت فهي تابعه للصور، فالنفس سواءا كانت متعلقه بمادة مركبه (3) أو بمادة مفرده لا يمكن أن تكون عين