بسبب استحالة (1) المزاج وتغيره وليس لان العضو تارة خرج منه وفيه عضو الذكور وتارة خرج وفيه عضو الإناث وإذا جاز ان يكون ذلك في الذكورة والأنوثة جاز ان يكون في سائر الأجزاء بسبب المزاج لا بسبب نقل الجزء.
الثامن ان كثيرا من الحيوانات يتولد من غير (2) جنسه فلا يمكن ان يكون ذلك كما قالوه.
التاسع قد يسفد الحيوان سفادا واحدا فيتولد منه حيوانات أكثر من واحد وربما كانوا ذكورا وإناثا.
العاشر الغصن من الشجر الذي لم يثمر بعد ويغرس فيثمر وكان يجب ان لا يثمر لان الشجرة التي اتخذ منها لم يثمر والاجزاء المأخوذة منها يجب أن تكون غير مثمرة اللهم الا ان يقال اجزاء الثمرة مخلوطة باجزاء الغصن على ما يقوله أصحاب الخليط فإن كان هكذا فلا يبعد ان يكون في الحيوان كذلك وعلى هذا لا يحتاج ان يجئ البذر والمنى من كل جزء بل جزء شئ واحد من البدن يكفي في ذلك إذ فيه جميع الأجزاء.
فثبت بهذه الوجوه ان المشابهة ليس سببها الفاعلي اختلاف صور المادة بل القوة المصورة بحسب استعداد المادة الحاصلة من اعداد القوة المغيرة.
فهذه وجوه نقلها الشيخ عن المعلم الأول داله على أن المنى جوهر متشابه الاجزاء وللبحث في أكثرها مجال كما فعله العلامة الشيرازي في شرح الكليات ولعل غرض المعلم الأول من تلك الوجوه ليس ايراد الكلام على نمط البراهين على هذا المطلب بل غرضه مقابله الوجوه المذكورة في عدم تشابه اجزاء المنى بوجوه أخرى مشاركه معها في المأخذ والطرق على أن المنى متشابه الاجزاء.
أقول والحق عندنا ما ذهب إليه بالبرهان والبرهان أفاد أزيد من ذلك وهو ان