ما ذكروه من انحراف العصبتين لما تصور ان يرى في حاله واحده أحد الشيئين واحدا والاخر اثنين فليس السبب ما ذكره أصحاب الانطباع بل السبب (1) فيه ان النور الممتد من كل عين على هياه مخروط رأسه عند العين وقاعدته عند المرئي ثم إن قوه هذا النور وسلطنته في سهم المخروط وسميناه خط الشعاع وخطا الشعاع الممتدان من العينين يلتقيان عند الشئ المبصر يتحدان على نقطه هناك وجمع البصر على الشئ يوجب ايقاع سهمي المخروط عليه فإذا جمعنا البصر على الشئ الأقرب فقد وقع السهمان عليه وفي تلك الحالة يقع على الشئ الأبعد من كل مخروط طرفه الوحشي دون السهم ودون طرفه الانسي والمراد بالطرف الانسي ما يلي المخروط الاخر وبالوحشي ما يقابله فيرى الأقرب بسبب التقاء السهمين عليه شيئا واحدا والأبعد اثنين إذ يقع السهمان الخارجان من البصر بعد تقاطعهما في الأقرب إلى جنبيه ما يخرج من العين اليمنى إلى جنبه الأيسر وما يخرج من العين اليسرى إلى جنبه الأيمن وأما إذا جمعنا البصر على الأبعد فقد وقع السهمان عليه في موضع واحد وعلى الأقرب في موضعين، وعلى جنبيه لكن السهم الخارج من العين اليمنى يقع على جنبه الأيمن والخارج من اليسرى على جنبه الأيسر فيرى الأبعد شيئا واحدا والأقرب اثنين وهكذا حال الأحول فان سهمي مخروط عينيه لا يلتقيان على شئ واحد بل يقع كل واحد على ما يليه من القاعدة أو يلتقيان من العينين في الهواء قبل الوصول إلى المرئي وانهم ابدا يرون الأشياء بطرف المخروط لا بوقوع السهم عليها الا ان يتكلفوا التقائهما على شئ واحد لو أمكن وحينئذ يرونه واحدا كما هو.
واعلم (2) ان أصحاب انطباع الأشباح ذكروا أسبابا أخرى للحول