علة أنفسهم والثاني أيضا باطل لأنه اما ان يكون الوسط في الاستدلال هو الفعل المطلق أو فعله المضاف إليه فان اعتبر الفعل المطلق لزم اثبات فاعل مطلق لا فاعل هو هو وان اعتبر الفعل المضاف فالعلم بالفعل المضاف إلى الشخص توقف على العلم به فلو اكتسب العلم به من العلم بالفعل المضاف إليه لزم الدور فثبت ان علم الحيوان بنفسه غير مستفاد من حس أو دليل.
واما الكبرى فلان الانسان لا يعرف أعضائه الظاهرة الا بالحس ولا أعضائه الباطنة الا بالتشريح فكذا الحيوان لا يعرف أعضائه إذا عرف الا بأحدها.
برهان آخر على أن الحيوان ليس هو البنية المحسوسة فنقول لو فرض الحيوان كأنه خلق (1) دفعه وخلق كاملا ولكنه محجوب الحواس عن مشاهده الخارجيات وانه يهوى في خلاء هواء طلق لا يصدمه قوام الهواء ولا يحس بشئ ء من الكيفيات وفرقت بين أعضائه حتى لا يتلامس فإنه في هذه الحالة يدرك ذاته ويغفل عن كل أعضائه الظاهرة والباطنة بل يثبت لذاته ولا يثبت لها مقدارا ولا طولا ولا عرضا ولا جهة من الجهات ولو تخيل وضعا أو جهة أو عضوا من الأعضاء في تلك الحالة لم يتخيله على أنه جزء من ذاته وظاهر ان المشعور به غير المغفول عنه فاذن هويته مغايرة لجميع الأعضاء.
فصل (3) في دفع ما أورد على (2) جوهرية النفس من الشكوك قالوا إن القوى النباتية حاله في الأجسام وكذا نفس الحيوان لكونها مدركه للجزئيات وفاعله للأفعال الجزئية والجوهر المفارق (3) يستحيل