وأيضا الشيخ الرئيس قد سلم ان البصر يدرك حركه ويستحيل ادراك الحركة الا على الوجه المذكور.
أقول الحجة على أن الابصار لا بد فيه من تمثل شبح المرئي وصورته عند النفس قد مضت من غير الاستعانة بما ذكره واما تجويز كون بقاء الارتسامات في البصر حتى يدرك النقطة خطا فليس بجائز لان الحس الظاهر قوه مادية لا يدرك شيئا الا بمشاركة الوضع وما لا وضع له بالقياس إلى موضوعها فلا يتأثر ولا ينفعل موضوعها منه فلا يقع الادراك به إذ لا شبهه في أن القطرة عند حصولها في كل موضع يبطل كونها في الموضع السابق عليه والمنعدم لا وضع (1) له وما لا وضع له لا يؤثر في قوه جسمانية فلو كان البصر ادراك صوره النقطة على وضع خاص بعد انمحائها عن ذلك الوضع لزم وجود الشئ بلا سببه ولزم ان يكون الحس الظاهر مدركا للمغيبات وادراك المغيبات مقصور على الحس الباطن لكونها غير منطبعة في المادة عندنا وكما أن البداهة شاهده على أن الحواس الظاهرة لا تدرك الأمور الماضية والأمور المستقبلة فالبصر لا يدرك لونا موجودا في الأمس والشم لا يدرك رائحة موجودة في الغد فكذلك (2) الحكم هاهنا.
واما ان الشيخ سلم ان البصر تدرك حركه فقد مر بيانه من أن ذلك بانضمام العقل بضرب من القياس لا ان البصر يدرك بادراك واحد دفعي اجزاء حركه فلو ارتسمت اجزاء حركه دفعه كما في القطرة النازلة والشعلة الجوالة فذلك في الحس المشترك لا في الحس الظاهر.
الحجة الثالثة وهي أقول (3) الحجج ان الانسان يدرك صورا لا وجود لها في