ادراك المبصرات مثلا ولم يتحقق لوجود مانع خارجي أو فقدان شرط خارجي لزم المحالات المذكورة وهو التعطيل في الطبائع والقوى.
واما الذي ذكره من حال القوة اللامسة والباصرة في عدم ادراك محالها والكيفيات التي تحل في محالها فذلك الادراك كما توهمه من المستحيلات الذاتية ليس من باب الممكن الذي يحتاج إلى شرط فإنك قد علمت أن الصورة المادية مما يمتنع تعلق الادراك بها إذ لا بد في كل صوره مدركه أن تكون مجرده عن المادة ضربا من التجرد إذ لا حضور لمادة ولا مادي عند القوة المدركة كما مر تحقيقه وليس الامر في الادراك كما زعمه هذا الباحث ومن يحذو حذوه ان الادراك بإضافة من القوة المدركة إلى وجود امر خارجي ولا ان الاحساس (1) هو عبارة عن حصول الصورة المحسوسة في آله الادراك ولا أيضا عبارة عن انفعال العضو عن الامر المحسوس الذي في الخارج بل ذلك الانفعال من السبب المعد لوقوع الادراك الاحساسي لان انفعال كل آله حيوانية بمشاركة وضع معين لها بالقياس إلى مادة تحمل كيفية خاصه تؤدى إلى تلبسه النفس بصوره محاكية لما في تلك المادة من الكيفيات التي تسمى بالكيفيات المحسوسة وبالجملة ليس الادراك الا بحصول صوره الشئ في ذات المدرك لا في المادة ولا في الاله أصلا والذي يبين (2) به