المزاجية في البدن وهذه كأنها ظل لها وحكاية عنها فان جميع ما يوجد في العالم الأدنى الطبيعي من الصور وأشكالها وأحوالها توجد نظائرها في العالم الاعلى على وجه أشرف وأعلى.
واما قول من قال إنها هو الاله فلعله أراد به الفناء في التوحيد الذي نقل عن أكابر الصوفية لا المعنى الذي ادعاه الفراعنة والملاحدة تعالى عما يقوله الملحدون.
واما من قال إنه تعالى في كل شئ بحسبه ويكون في شئ طبعا وفي شئ عقلا فلست (1) أصحح كلامه حذرا عن سوء الأدب لكني أقول النفس الانسانية في شئ طبع وفي شئ حس وفي شئ خيال وفي شئ عقل فهي الجوهر العاقل المتخيل السميع البصير الشام الذائق اللامس الغاذي النامي المولد وهي مع ذلك جوهر بسيط غير منقسم جعلها الله مثالا له ذاتا وصفه وخليفة له في هذا العالم ثم في العالم الاعلى وجعل معرفتها سببا لمعرفته تعالى فهذا ما تيسر لنا في تأويل رموزهم واظهار كنوزهم.
ثم إن في ما ذكره الشيخ في مناقضة كلامهم بعض مناقشات وأبحاث نريد ان نشير إليها.
الأول في قوله اما الذين تعلقوا بالحركة فأول ما يلزمهم من المحال انهم نسبوا السكون إلى النفس فإن كان تحركها علة للتحريك فلم يخل تسكينها اما ان يصدر عنها وهي متحركة بحالها فيكون نسبه تحركها بذاتها إلى التحريك والتسكين واحده إلى آخره.
فانا نقول التحريك البدني الذي ينسب إلى تحريك النفس ليس المراد به هذا