والمشائين فالقول باسناد تصوير الأعضاء وحفظ المزاج إلى المصورة قول بحدوث الاله قبل ذي الاله وفعلها بنفسها من غير مستعمل إياها وهو ممتنع جدا واما ما ذكر في التفصي عن هذا تارة بعدم تسليم حدوث النفس لجواز (1) قدمها كما نقل عن بعض الأقدمين وتارة بحدوثها قبل البدن كما هو رأى بعض المليين وتارة بعدم جعل المصورة من قوى نفس المولود بل بجعلها من قوى النفس النباتية المغايرة لها (2) بالذات كما هو رأى البعض وتارة بتصييرها من قوى نفس (3) الام فشئ من هذه الوجوه لا يسمن ولا يغنى.
وثانيا بما اعترض به محقق الإشارات في شرحه بان ما نقل في تلك الرسالة عن الشيخ يخالف ما قاله في الفصل الثالث من المقالة الأولى من علم النفس في الشفاء وهو قوله:
فالنفس التي لكل حيوان هي جامعه أسطقسات بدنه ومؤلفها ومركبها على نحو يصلح معه ان يكون بدنا لها وهي حافظه لهذا البدن على النظام الذي ينبغي وبان تفويض التدبير من قوه بعد مده إلى قوه أخرى كنفس المولود غير معقول في الأفاعيل والتدابير الطبيعية وانما يجرى أمثال هذا بين فاعلين غير طبيعيين يفعلان بإرادة متجددة.
ثم أجاب عن أصل هذا الاشكال بان نفس الأبوين تجمع بالقوة الجاذبة اجزاء ا غذائية ثم تجعلها أخلاطا وتفرز عنها بالقوة المولدة مادة المنى وتجعلها مستعدة لقبول قوه من شأنها اعداد المادة وتصييرها انسانا بالقوة وتلك القوة صوره حافظه لمزاج المنى كالصور المعدنية ثم إنه يتزائد كمالا في الرحم بحسب استعدادات تكتسبها هناك إلى