الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٩ - الصفحة ٢٥٧
محرك غيره ثابت وكذا انتهاء المتحركات إلى محرك غير متحرك.
الثالث ان قوله هذه حركه لا يخلو اما ان يكون مكانية أو كميه أو كيفية أو غير ذلك إلى آخره.
. مدفوع بان هذه حركه خارجه عن الأقسام المذكورة لأنها حركه جوهرية اشتدادية ولم يقم برهان في نفى الاشتداد الجوهري وما ذكره الشيخ في ابطاله قد مر بيان ضعفه ووهنه.
الرابع ان قوله واما حركه على (1) سبيل الاستحالة فاما أن تكون حركه عن كونها نفسا فيكون إذا تحركت لا تكون نفسا واما حركه في عرض من الاعراض فأول ذلك أن لا يكون تحركها من نحو تحريكها إلى آخره.
أقول فيه ان الشيخ قد خلط في كل موضع أراد ابطال الاستحالة في الجوهر بين الوجود (2) والماهية وجعل حركه الكونية عبارة عن خروج الشئ في كل آن

(1) هذا من باب عموم المجاز الذي هو مصطلح علماء المنقول فان الاستحالة هي حركه الكيفية واما الجوهرية فتسمى بالتكوين كما سبق في السفر الأول - س ره.
(2) والا فالحركة في الجوهر معناها انه سيال الوجود لا انه سيال الماهية، فالطبيعة مثلا ماهيتها ثابته وهويتها سيالة نعم ليس السيلان وجودا آخر طاريا على هويتها كما في الحركات العرضية حتى تكون الطبيعة ثابته الماهية والهوية جميعا ويصير السيلان من عوارض الوجود لا من عوارض الماهية ويتحقق في عالم الملك هوية ثابتة حتى ينافي حدوثه الذاتي وتجدده الجوهري بشراشره سماواته وأرضياته بسائطه ومركباته كما نطقت به الشرائع الحقه وبتجدد هويه الجوهر ووجوده وثبات ماهيته بل لاثباتها ولا لاثباتها يجمع بين القولين من تجدد الجوهر وعدم تجدده س ره.
(٢٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 ... » »»
الفهرست