تعدد القوى التي هي في آلات الادراك ان تلك الآلات من شان كل منها الانفعال بكيفية ينفعل به الأخرى وليس من شان بعض منها ان يتسبب في ادراك ما يتسبب في ادراكه البعض الاخر فذلك يوجب تغايرها وتخالفها في الطبائع المسخرة للنفس.
ومن هذه الطريقة أيضا قولهم لو كانت القوة الحيوانية أي قوه الحس والحركة الإرادية هي بعينها القوة النباتية لكانت النبات متحركا بالإرادة لان جسمه ممكن حركه والقوة المحركة بالإرادة موجودة فيه فإذا وجد الفاعل والقابل يجب حصول الفعل فكان يجب ان يتحرك بالإرادة لان الدواعي حاصله وهي طلب المنافع ودفع المضار في هذا العالم للأجساد القابلة للأضداد فلما لم يكن تلك حركه ثبت ان القوة النباتية التي فينا مغايرة للحيوانية.
واعترض هاهنا بان القوة الغاذية في كل عضو تخالف الغاذية التي في عضو آخر بالنوع في الماهية عندهم فمن الواجب أن تكون الغاذية التي في الحيوان مخالفه بالنوع للغاذية التي في النبات فاذن لا يلزم من قولنا ان الغاذية التي في الشجر غير قويه على حركه الإرادية أن تكون الغاذية التي في الحيوان غير قويه على ذلك إذ ليس يلزم من عدم اتصاف شئ بفقد عدم اتصاف ما يخالفه في النوع.
أقول في الجواب ان القوى (1) الغاذية التي في النباتات والحيوانات وان كانت متخالفة