والحمار إذا أدرك ذاته المخلوطة فله ذاته المخلوطة فاذن على كل الأحوال الحمار ذاته موجودة له وليس ذلك الا قوه واحده فذاته مجرده له.
ومما يبطل قولكم ان المدرك لذات الحمار قوه غير ذاته ان نقول المدرك لذاته ان لم يكن هو ذاته بل قوه أخرى فان كانت تلك القوة في الحمار فذات الحمار في الحمار وان كانت في غيره لم يكن الشاعر هو المشعور به فلم يكن الحمار مدركا لذاته وقد أبطلناه أولا.
وأيضا لو سلمنا ان الحمار يدرك ذاته لا بذاته بل بجزء من ذاته فذلك الجزء له صوره ذاته فذلك الجزء مجرد.
وأيضا فإذا حصلت نفس الحمار في آله قوته الوهمية مع كونها مخلوطة (1) وجب ان يكون آله التوهم حيه بتلك النفس كما أن آله النفس حيه بها.
وأجابوا عن هذا الآخر بان قالوا حصول تلك الصور في الوهم يشبه الخضرة الحاصلة من الانعكاس وحصولها (2) في آلتها الخاصة كحصول الخضرة الأصلية من الطبيعة هذا تمام ما قيل في هذا المقام والتحقيق ما لوحناه إليك من الكلام.
الحجة الثالثة وهي قريبه (3) المأخذ من الأولى ان نفوسنا يمكنها ان تدرك .