إذا كان عقلا بسيطا كان علمه بالأشياء صوره بسيطه عقلية تطابق اعدادا بل أنواعا كثيره في الخارج وتلك الاعداد مع كونها متكثرة المواد الخارجية مختلفه الهويات الطبيعية فهي مما يحمل عليها معنى واحد نوعي متحد بها إذا اخذ ذلك المعنى مرسلا من غير شرط وقيد من وحده أو كثره عددية وكذا إذا كان العالم قوه خيالية كالذوات النفسانية الموجودة في عالم الأشباح والأمثال يكون صورتها العلمية صوره متخيلة مطابقة لصورة محسوسة في الحس أو موجودة في المادة بحسب الماهية والحد مخالفه لها في نشأة الوجود والهوية وكذا القياس في غير ما ذكرناه من المواطن الادراكية فقد علم أن لحقيقة واحده نشأت وجودية بعضها أشد تجردا وأكثر ارتفاعا عن التكثر والانقسام وعن الوقوع في الحركات ومواد الأجسام وإذا جاز ان يكون صوره واحده عقلية في غاية التجرد صوره مطابقه لاعداد كثيره من صور جسمانية بحيث يتحد بها فليجز كون صوره واحده عقلية هي المسماة بروح القدس صوره مطابقه لنفوس كثيره إنسية تكون هويتها تمام تلك الهويات النفسانية وما نقل عن فيثاغورث أنه قال إن ذاتا روحانية ألقت إلى المعارف فقلت من أنت قال انا طباعك التام يؤيد هذا المطلب وأنت يا حبيبي لو تيسر لك الارتقاء إلى طبقات وجودك لرأيت هويات متعددة متخالفة الوجود كل منها تمام هويتك لا يعوزها شئ منك تشير إلى كل واحده منها بانا (1) وهذا كما في المثل المشهور أنت انا فمن انا.
حجه أخرى ذكرها أيضا في كتاب حكمه الاشراق بقوله إذا علمت لا نهاية الحوادث واستحالة النقل إلى الناسوت فلو كانت النفوس غير حادثه لكانت غير متناهية فاستدعت