الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٩ - الصفحة ٣٤٥
كون الجنس عرضا بالقياس إلى الفصل المقسم ليس معناه انه من عوارضه الخارجية له التي يمكن تصور انفكاكه عنها بحسب الواقع بل انما معناه كونه من العوارض التحليلية التي لا يتصور الانفكاك بين العارض والمعروض في هذا النحو من العروض الا بضرب من الاعتبار الذهني.
فإذا تقرر هذا فنقول لو لم يكن للجوهر النفساني الانسي حركه جوهرية واستحالة ذاتية لزم (1) كونه دائما متحد الوجود بالجسم النامي الحساس لان النفس مبدء فصل النوع الانساني أعني مفهوم الناطق الذي هو من الفصول المنطقية وكذا الحساس للحيوان بإزاء النفس الحساسة التي هي من الفصول الاشتقاقية بعينها هي الصور النوعية للأجسام الطبيعية وتلك الصور كالناطقة والفصول الاشتقاقية بما هي فصول لا بما هي صور يحمل عليها الجسم بما هو جنس وان لم يحمل عليها بما هو مادة فعلى رأيهم يلزم كون النفس جسما بأحد الوجهين المذكورين مع أنهم قائلون بتجرد الناطقة حدوثا وبقاءا لا كما ذهبنا إليه من كونها جسمانية الحدوث روحانية البقاء فهذا أحد البراهين على ثبوت الاشتداد في مقولة الجوهر كما في مقولة الكيف والكم وبه ينحل كثير

(1) بمقتضى قولهم الأول ان الجنس والفصل بإزاء المادة والصورة والجنس والفصل من الاجزاء المحمولة والحمل هو الاتحاد في الوجود وبمقتضى قولهم الثاني ان الفصل محصل الجنس وان الجنس من عوارض الماهية للفصل لا من عوارض الوجود له فهو من العوارض الغير المتأخرة في الوجود فلزم الاتحاد أيضا.
ان قيل لا اختصاص لهذا اللازم بنفي حركه الجوهرية لها إذ لو تحركت جوهرا أيضا لزم الاتحاد بمقتضى هذه القواعد المقررة الممهدة.
قلنا على تقدير حركتها الجوهرية ربما يؤدى إلى نفى الماهية المركبة عنها بان يكون صوره لذاتها لا للمادة بل تصير متحدة بالعقل الفعال بل ربما ينفى الماهية عنها كما قال قدس سره تبعا للشيخ الاشراقي ان العقول والنفوس أنوار ساذجة بلا ظلمه ووجودات بسيطه بلا ماهية نعم لا نبالي بصدق الجسم بالمعنى الذي هو جنس باعتبار ما كان أو باعتبار الجسم المثالي أو باعتبار وجدان وجود الجسم بنحو أعلى أو باعتبار كون الجسم موضوعا لمعنى عام وهو روح المراتب كما في الألفاظ المشتركة الأخرى مثل القلم واللوح وغيرهما كما حقق في محله فافهم هذا كي ينفعك في تحقيق المعاد الجسماني إن شاء الله تعالى س ره.
(٣٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 340 341 342 343 344 345 346 347 348 349 350 ... » »»
الفهرست