اعلم أن من الناس من حاول ابطال كون المزاج نفسا بطريق آخر وهو ان مزاج العضو البسيط مشابه لمزاج جزئه فلو كان المشكل مزاجه لكان شكل الكل وشكل الجزء واحدا والتالي باطل فكذا المقدم.
واعترض عليه بعض الفضلاء بان المشكل عنده هو القوة المصورة وهي قوه سارية في محلها وجزئها مساو لكلها في الماهية فيعود المحال في القوة المصورة ما الزم في (1) المزاج وكذلك أيضا يلزمه ان يكون شكل جزء (2) الفلك مساويا لشكل كله.
أقول اما القوة المصورة فهي وان كانت سارية في العضو لكن فعلها للتصوير ليس بالاستقلال بل طاعة وخدمه للنفس فتفعل التشكيل في الأعضاء بحسب اغراض النفس وحاجاتها واما فعل القوى البسيطة التي تفعل الكرات فلأجل ان القوة الواحدة إذا اقتضت في مادة واحده مقدارا معينا وأفادت شكلا كان مقتضاها من الاشكال الكروية فإذا سبق شكل الكروية للكل يمنع ذلك أن يكون للجزء شكل آخر للاتصال (3) الواقع فيها وقال أيضا لو كان المحرك قوه مزاجية تحركت إلى جهة واحده فان المزاج