على استقلاله وجوهريته من العروج والهبوط والتردد في البرازخ.
واما قول ابن عباس حين سئل وقيل له أين تذهب الأرواح عند مفارقه الأبدان فقال أين تذهب ضوء المصباح عند فناء الادهان فغرضه (1) ان ذهاب الروح إلى المقام الذي جاء منه فمن علم كيفية مجئ الروح من ذلك المقام العقلي من غير لزوم حركه وتجسم يمكنه ان يعلم ذهابه إلى ذلك العالم من غير زيادة مكان تغير أو تكثر هناك وقيل له أين يذهب الجسوم إذا بليت قال أين يذهب لحمها إذا مرضت.
وقال أبو طالب المكي في قوه القلوب ما يميل إلى أن الأرواح أعيان في الجسد وكذا النفوس لأنه يذكر ان الروح يتحرك ومن حركتها يظهر نور في القلب، يراه الملك فيلهم الخير عند ذلك وان النفس تتحرك ومن حركتها يظهر ظلمه في القلب فيرى الشيطان الظلمة فيقبل بالاغواء.
أقول مراده من هذه الحركات الحركات الفكرية التي قد تكون برهانية عقلية يستدعى فيضان الصورة العقلية النورية على النفس وقد تكون قياسا سفسطيا وهميا