وسيظهر لك بعد عرفانك بصنوف ملائكة الله وكيفية تأثيرها باذن ربهم ان طبقاتهم العالية ارفع قدرا من أن يفعلوا مثل هذه الأفاعيل الدنية على سبيل المباشرة بلا استخدام للسدنة والأعوان وقد بين ان القوى المباشرة للأفاعيل المتغيرة لا محاله جسمانية والتي تدرك المعقولات والخيرات الحكمية والمنافع الكلية هي المفارقة الذات عن الجسمانيات فالكلام عائد في القوى المباشرة كيف تفعل هذه التصويرات والتشكيلات وأكثر المتكلمين نسبوا هذه الأفاعيل كلها إلى الله تعالى من غير واسطه ولا مخصص كالأشاعرة لتجويزهم ترجيح الفعل من الإرادة بلا مرجح وقد علمت ما فيه.
ومنهم من قال بالتوليد (1) كالمعتزلة وهو أيضا خارج عن التوحيد في الافعال.
واصل (2) الاشكال هاهنا هو انه لا يجوز ان يكون خلقه الأعضاء وشكلها ومقدارها ووضعها وخشونتها وملاستها وصلابتها ولينتها صادره عن القوة المصورة لان المنى متشابه الاجزاء في الحقيقة فالقوة الموجودة فيه تكون سارية في جميع اجزائه والقوة الواحدة لا تفعل في المادة الواحدة الا فعلا واحدا متشابها فيجب ان يكون الشكل الذي يفيده المصورة هو الكره فالمصورة الحيوانية ان كانت قوه واحده كان الحيوان كره واحده وان كانت متعددة يفعل كل منها في بعض من مادة متشابهه الابعاض كان الحيوان جمله كرات متعددة وقد تأكدت هذه الشبهة لما ذهب إليه المعلم الأول وشيعته إلى أن المنى متشابهه الأعضاء لانفصاله عن الأنثيين فقط لا عن جمله البدن وكون كل جزء محسوس منه مشاركا لكله في الاسم والحد وذهب بقراط