الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٩ - الصفحة ٣٠٢
والتام والفاعل يقوى على كل ما يقوى عليه الناقص والمفعول من الافعال (1) دون العكس لان معلول معلول الشئ معلول لذلك الشئ واما معلول علة الشئ فلا يكون معلولا له والا لزم كون الشئ معلولا لنفسه فثبت ان الموصوف بجميع الادراكات لجميع المدركات قوه واحده غير جسمانية وهو المطلوب.
الحجة الحادي عشر ان كل صوره أو صفه حصلت في الجسم بسبب من الأسباب فإذا زالت عنه وبقى فارغا عنها فيحتاج في استرجاعها إلى استيناف سبب (2) أو سببية كالماء إذا تسخن بسبب كالنار مثلا ثم إذا زالت عنه السخونة لا يمكن عودها إليه الا بسبب جديد وهذا بخلاف النفس (3) في ادراكاتها فانا كثيرا ما يحدث فينا صوره علمية بسبب فكر أو تعليم معلم ثم يزول عنها تلك الصورة عند الذهول أمكنها استرجاع تلك الصورة لذاتها عن غير استيناف ذلك السبب وبالجملة النفس من شانها أن تكون مكتفية بذاتها في كمالاتها ولا شئ من الجسم مكتف بذاته فالنفس تعالت عن أن تكون جرمية.

(1) لا تعلق له بالجواب انما هو تحقيق آخر كما لا يخفى - س ره.
(2) الأول ظاهر والثاني فيما إذا كان السبب موجودا ولكن يمنع مانع من فعله ثم إذا رفع المانع عادت سببيته س ره.
(3) فيه منع إذ من الجائز ان يحصل أصل الصورة بسبب خارجي ثم يستبقى ذلك أو يستأنف بسبب من داخل البدن وقيام سبب مكان سبب في الأسباب المادية غير نادر اللهم الا ان يتمسك بان الصورة العائدة عين الزائلة المذهول عنها لكن هذا في الحقيقة برهان آخر من جهة الذكر فان الصورة المستأنفة يه عين الزائلة السابقة ولو كان أمرا قائما بالمادة لكان الثاني غير الأول - ط مد.
(٣٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 297 298 299 300 301 302 303 304 305 306 307 ... » »»
الفهرست