والتام والفاعل يقوى على كل ما يقوى عليه الناقص والمفعول من الافعال (1) دون العكس لان معلول معلول الشئ معلول لذلك الشئ واما معلول علة الشئ فلا يكون معلولا له والا لزم كون الشئ معلولا لنفسه فثبت ان الموصوف بجميع الادراكات لجميع المدركات قوه واحده غير جسمانية وهو المطلوب.
الحجة الحادي عشر ان كل صوره أو صفه حصلت في الجسم بسبب من الأسباب فإذا زالت عنه وبقى فارغا عنها فيحتاج في استرجاعها إلى استيناف سبب (2) أو سببية كالماء إذا تسخن بسبب كالنار مثلا ثم إذا زالت عنه السخونة لا يمكن عودها إليه الا بسبب جديد وهذا بخلاف النفس (3) في ادراكاتها فانا كثيرا ما يحدث فينا صوره علمية بسبب فكر أو تعليم معلم ثم يزول عنها تلك الصورة عند الذهول أمكنها استرجاع تلك الصورة لذاتها عن غير استيناف ذلك السبب وبالجملة النفس من شانها أن تكون مكتفية بذاتها في كمالاتها ولا شئ من الجسم مكتف بذاته فالنفس تعالت عن أن تكون جرمية.