مؤديا إلى تصور النفس بصوره فاسده مظلمة ونتيجة (1) باطله وهو من فعل الشيطان، وهذه الحركات لا تنافى تجرد النفوس.
وقال الشيخ الغزالي ان الروح إذا فارقت الأبدان تحمل (2) معها القوة الوهمية بتوسط النطقية فتكون حينئذ مطالعه للمعاني المحسوسة لان تجردها من هياه البدن غير ممكن وهي عند الموت شاعره بالموت وبعد الموت متخيلة نفسها مقبورة ويتصور جميع ما كانت تعتقده حال الحياة وتحس بالثواب والعقاب في القبر وهذا كلام صحيح برهاني يؤيد ما ذهبنا إليه من تجرد القوة الخيالية وما يصحبها وسيرد زيادة تحقيق وايضاح له.
وقال صاحب العوارف والمعارف ما وجدناه أيضا في كتاب الطواسين واليواسين وهو ان الروح (3) العلوي السماوي من عالم الامر والروح الحيواني البشرى من عالم الخلق وهو محل الروح العلوي ومورده وهذا الروح الحيواني جسماني لطيف حامل لقوه الحس وحركه وهذا الروح لسائر الحيوانات ومنه يفيض قوى الحواس، وهو الذي قواه الغذاء ويتصرف فيه بعلم الطب وبه اعتدال مزاج الأخلاط ولورود الروح الانساني على هذا الروح تجنس (4) وباين أرواح الحيوانات واكتسب صفه أخرى