لما له هذا اللون فمن أين لزم (1) هاهنا حصول التصديق من غير تصور الطرفين وقول الحكماء ان العقل لا يدرك الجزئيات والوهم لا يدرك المحسوسات الظاهرة معناه ان العقل لا يدرك الجزئيات بذاته من غير استعانه باله ادراكية كالحس والوهم وكذا الوهم لا يدرك بذاته المحسوسات من غير توسط الحواس والا فلا مدرك بالحقيقة للكليات والجزئيات في الانسان الا القوة العاقلة وفي الحيوانات لا مدرك للموهومات والمحسوسات الا الوهم فهذا الاعتراض انما نشأ عن قصور التأمل وسوء الفهم وقلة الممارسة لكلماتهم.
الثانية انا نرى قطر النازل خطا مستقيما والذيالة المتحركة بالاستدارة على العجله دائرة والنقطة في الخارج ليس خطا ولا دائرة فاذن تلك الأشباح في الحس وليس محلها هو القوة الباصرة.
اما على مذهب أصحاب الشعاع ومن يكون المبصر عنده هو الامر الخارجي فهو بين.
واما على مذهب من يرى أن الابصار بحصول شبح المرئي فلان حضور المادة شرط في الابصار وفي كل احساس فالبصر لا يدرك المبصر الا حيث يكون فبقي ان ذلك الأشباح والتمثيل في قوه أخرى وليست هي النفس فهي قوه أخرى جزئيه.
واعترض عليه صاحب المباحث بأنكم استدللتم بهذا على أن الرؤية بالانطباع في البصر والآن جعلتموه دليلا على اثبات الانطباع في الحس المشترك وقد سبق الايراد عليه بهذا والذي نقوله الان انه لم لا يجوز ان يكون محل الانطباع هو الروح الباصرة والقوة الباصرة فينطبع في الروح الباصرة حين ما كان في حيز ثم قبل انمحاء هذه الصورة ينطبع فيها صوره الجسم عندما يكون في حيز آخر فإذا اجتمعت الصورتان في البصر شعرت القوة الباصرة بها فلا جرم أحست القوة الباصرة بالنقطة على مثال الخط.