من أنوار العقل صارت غير متناهية.
واعترض عليه بان القوة العقلية إذا حركت الفلك فاما ان يفيد حركه أو قوه بها يكون حركه فان أفادت القوة المحركة وهي جسمانية فالقوة الفاعلة للأفعال الغير المتناهية جسمانية وان كانت القوة العقلية مفيدة للحركة لم تكن القوة الجسمانية مبدءا لتلك حركه فلا تكون حركه حركه وأيضا يلزم ان يكون الجسم بما هو جسم قابلا لتأثير العقل المفارق من غير أن يكون فيه قوه جسمانية وهو محال.
أقول هذا انما يلزم لو كان الوسط في التأثير قوه واحده بالعدد أو ضميمة واحده بالعدد وأما إذا كانت الواردات من العقل المفارق على مادة الفلك قوى (1) متجددة كما رأيناه أو كيفيات مستحيلة فلا يلزم شئ من المحذورين وقد مر نظير هذا الكلام فيما سبق.
ولكن بقي الكلام هاهنا بأنه إذا جاز ذلك في القوى الفلكية مع كونها جسمانية فلم لا يجوز أن تكون القوة الناطقة جسمانية لكنها بما يسنح عليها من نور العقل الفعال تقوى على الافعال الغير المتناهية.
وأقول ويؤيد هذا البحث ان قوه التخيل مع كونها غير عقلية أيضا تقوى على تصويرات غير متناهية لا تقف عند حدود ذلك لأنها مستمدة من عالم العقل.
الحجة الخامسة لو كانت القوة العاقلة منطبعة في جسم كقلب أو دماغ لكانت اما دائمه التعقل لذلك الجسم أو غير عاقلة له مطلقا والتالي باطل فالقول بأنها منطبعة في جسم باطل.
اما بيان الملازمة فنقول ان تعقلها لذلك الجسم اما لأجل ان صورته الموجودة في الخارج حاضره عند العقل كافيه في تعقله أو لأجل ان صوره أخرى من تلك الآلة تحصل للقوة العاقلة فإن كان الأول وجب أن تكون دائمه التعقل لتلك الاله وإن كان