الموافقة والمخالفة فيقال هذه رائحة طيبه وتلك رائحة كريهة والأخرى من جهة انتسابها إلى المطعوم أو إلى الموضوع مطلقا فيقال رائحة حلاوة أو حموضة أو رائحة ورد أو مسك.
وقيل يشبه ان يكون حال ادراك الانسان للروائح كحال ادراك الحيوانات الصلبة العين للمبصرات فان ادراكها لها يكاد ان يكون كالتخيل الغير المحقق واما ادراك كثير من هذه الحيوانات للروائح فقوى جدا بحيث لا يحتاج إلى التنشق.
ومن مباحث الشم انه نقل عن أفلاطون وفيثاغورث وهرمس وغيرهم من الأقدمين:
ان الأفلاك والكواكب لها قوه الشم وفيها روائح طيبه أطيب مما يوجد في المسك والعنبر والرياحين بكثير.
ورد عليهم اتباع المشائين بان ادراك الروائح مشروط بالهواء والبخار وليس هنالك هواء ولا بخار وهذا الوجه ضعيف لان كون الاشتراط به مطلقا ليس عليه برهان عقلي وانما يشترط ذلك في العالم العنصري.
ومن أفاضل المتأخرين من حكى عن نفسه انه عند اتصاله بذلك العالم في نوم أو يقظة شم منها روائح أطيب من المسك والعنبر بل لا نسبه لما عندنا إلى ما هناك ولهذا اتفق أرباب العلوم الروحانية على أن لكل كوكب بخورا مخصوصا ولكل روحاني رائحة معروفه تستنشقونها ويتلذذون بها وبروائح الأطعمة المصنوعة لهم فيفيضون على من ترتب ذلك ما هو مستعد له وسيجئ لك ما يصحح هذا القول ونظائره.
فصل (5) في السمع وهو عبارة عن ادراك الصوت وقد مر في مباحث المقولات من العلم الكلى عند بحثنا عن أحوال الكيفيات المحسوسة حقيقة الصوت والذي يناسب هذا الموضع البحث عما يتعلق بكيفية حصول السمع وفيه أبحاث:
الأول انهم قالوا إن السماع لا يحصل الا عند تأدي الهواء (1) المنضغط بين