وجمهور الأطباء قائلون بها لا على وجه حققناه بل على أنها قوه منفصله عن الناطقة موجودة بالفعل مغايرة إياه.
واحتجوا عليه بان العضو المفلوج فيه قوه نفسانية لان ما فيه من العناصر المتداعية إلى الانفكاك انما يبقى مجتمعه بقاهر يجبرها وذلك القاهر ليس من توابع المزاج لان تابع الشئ لا يكون حافظا إياه فاذن فيه قوه متقدمة على مزاج العضو حافظه إياه عن التلاشي والفساد فالعضو المفلوج فيه قوه نفسانية وهي اما قوه الحس وحركه الإرادية أو قوه نباتية تفعل التغذية وغيرها أو قوه أخرى غير هذين النوعين لكن الأول باطل لان العضو المفلوج ليس فيه قوه حس ولا حركه وكذا الثاني باطل بوجهين أحدهما ان قوه التغذية قد تبطل مع بقاء تلك القوة وثانيهما ان هذه القوة مفيدة لقبول الحس وحركه لولا المانع فلو كانت هذه القوة هي الغاذية والغاذية موجودة في النبات فيلزم ان يكون في النبات استعداد قبول الحس وحركه والتالي باطل فالمقدم مثله فاذن هذه القوة نوع آخر مغاير للقوى النفسانية والنباتية.
أقول هذا الاستدلال مع قصوره عن افاده هذا المطلوب مشتمل على الخلط والالتباس.
اما بيان القصور فلاحد ان يقول إن القوة الموجودة في العضو المفلوج هي قوه نباتية غاذية.