الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٩ - الصفحة ٣
الباب الأول في احكام عامه للنفس وفيه فصول:
فصل (1) في تحديد النفس اعلم أن عناية الباري جل اسمه لما أفادت جميع ما يمكن ايجادها (1) بالفيض
(1) متعلق بكلمة يمكن ومتعلق أفادت محذوف أي لما أفادت بالفيض المقدس جميع ما يمكن ايجادها بالفيض الأقدس الذي به تهندس الأشياء وتقديرها الأزلي وعناية الباري تعالى هي العلم بالنظام الأحسن السابق على الايجاد ويكون فعليا منشاءا لوجود المعلوم وان شئت التحقيق للمقام فاعلم أن للحق تعالى بعد تجليه الذاتي على ذاته بذاته تجليا على أسمائه وصفاته ولوازمها وتجليا على ذوات الأشياء.
اما الأول فكما ان له مقاما أحديا وهو مرتبه نفس الذات والهوية المطلقة كذلك له مقام واحدى وهو مرتبه الذات المستجمعة لجميع الأسماء الحسنى والصفات العليا مستتبعة للأعيان الثابتة للماهيات الممكنة بحيث لو جاز اطلاق الماهية على تلك المعاني المعقولة أعني مفاهيم الأسماء والصفات لكانت الأعيان لوازم الماهيات وهي في هذه المرتبة لا مجعولة بلا مجعولية الذات موجودة بوجود الذات لا بوجود آخر.
اما تجلى الثاني فهو تجليه في مرتبه كن على ذوات الأشياء وهذا لتجلى يسمى بالفيض المقدس كما أن الأول وهو تجليه في أسمائه وصفاته يسمى بالفيض الأقدس، وهذا هو الرحمة الصفتية التي وسعت شيئية مفاهيم الصفات كما أن الفيض المقدس هو الرحمة الفعلية التي وسعت شيئية الماهيات س ره