طبيعة واحده سواءا كانت مستقلة كنفس الدود والخراطين فان نفسها الحيوانية هي اللامسة بعينها أو قوة وجودية من قوى النفس الحيوانية أو الانسانية أو جزءا من اجزائها المعنوية وهكذا الحكم في جميع القوى المدركة والمحركة فكما ان قوه الابصار وان فرض انها متخالفة الأنواع في أنواع الحيوان لكنها مشتركة في حقيقة واحده فكذا قوه السمع والشم والذوق والتغذية والتنمية وغيرها من القوى الحيوانية سواءا وجدت مجتمعه في قوه جامعه لها أو متفرقة مثال اجتماع القوى في قوه واحده كاجتماع الحواس الخمس الظاهرة في الحس المشترك المسمى في لغة اليونان بنبطاسيا وكذلك النفس الناطقة التي للانسان جامعه مع بساطتها لجميع القوى المدركة والمحركة لا بمعنى ان تلك الآلات هي المبادئ للادراكات والحركات بالحقيقة دون ذات النفس الا على وجه التوسيط والاستخدام بل النفس هي حس الحواس كلها والمباشرة للمحركات الفكرية والطبيعية والاختيارية لأنها ذات مقامات وعوالم ثلاثة العقل والخيال والحس وسيرد عليك ايضاح في مستقبل الكلام.
وليس لقائل ان يقول (1) ان التغذي والنمو لو كانا من أفعال النفس لكانت النفس شاعره بما يصدر عنها من الإحالة والهضم فكان يجب أن تكون النفس عالمه بجميع مراتب الاستحالة للغذاء وجميع الأعضاء على التفصيل علما بديهيا والتالي باطل فعلمنا ان الفاعل لهذه الأفاعيل قوه عديمه الشعور بهذه الآثار.
لا لما قيل يجوز ان يكون للنفس شعور بهذه الأمور الا انه ليس لها شعور بذلك الشعور ما يبقى ويستمر لأجل ان كثره تغيرات هذه الأفاعيل سبب لنسيان النفس لها كما أن الانسان إذا سمع كلمات كثيره متوالية سريعه الانقضاء لم يبق في حفظه شئ منها فكذا هاهنا لان ذلك يؤدى إلى السفسطة فان جاز كوننا عالمين بجميع الاستحالات والتغيرات التي تقع للمواد الغذائية والمواد العضوية التي يستحيل إليها الغذاء مع انا لا