حاصل في السبب المورد للغذاء فكما ان دوام فاعل التجفيف يعطى زيادة الجفاف فكذلك دوام فاعل التغذية يعطى زيادة الرطوبة الغذائية المزيلة للجفاف.
وقريب من هذا الوجه ما نقل عن سقراط ان فعل الحرارة الغريزية في المنى إذا وقع في الرحم يشبه فعل حرارة التنور في الرغيف الذي يلتصق به فان حرارته تفعل في ظاهره حتى يحدث أولا شيئا كالقشر ثم يعمل في الباطن من تلك القشرة وتشويه حتى يحصل النضج وكذا الحرارة التي في المنى تجعل أولا قشرا ثم تقشو تلك الحرارة بحسب مقدار بدن المولود وتنبسط فيه حسب انبساطه في الطول والعرض والعمق فما كانت الرطوبة في جوهره قليله استكملت صورته بفعل المصورة في ستة أشهر وما كانت الرطوبة في جوهره وافرة غالبه تمت الصورة في زمان أكثر حتى يبلغ زمان الحمل في الكثرة حسب زيادة الرطوبة إلى ثلاثمائة وأربعة أيام فالمولود يولد والرطوبة غالبه عليه ولذلك لا يقدر على الانتصاب والانبعاث في الحركات ثم لا يزال الحرارة الغريزية التي جعلها الباري مركوزة فيه عامله في تجفيف رطوبات الأعضاء رويدا رويدا فيصير فيه أولا تهيؤ للقعود فتجلس ثم الانبعاث من غير انتصاب ثم للقيام ثم للمشي على حسب تقليل الرطوبات ومن هذا الباب يتفاوت أوقات المشي في الأطفال وهكذا تفعل الحرارة (1) الغريزية في بدن الحيوان إلى أن تفنى رطوبته بالكلية فتنطفي الحرارة