بما ساريقا (1) إلى بيت القلب وسلك سبيل الطاعة للنفس واشتغل في بيت القلب بالرياضة والمجاهدة والتصفية قدرا صالحا من الزمان حتى صلح لكسوة القبول وخلعه الصورة النفسانية وتوزع ما بقي منه نافذا في العروق على الأعضاء فينهضم مره أخرى ويتشبه بالأعضاء بعد اخراج الفضول الباقية منه وكل قسط من الدم يتشبه بعضو خاص فيتصل به ويحشر إليه كما يحشر ذلك القسط الصالح منه إلى القلب كل إلى شبيهه.
وأقسام الفضول أربعة بعدد اقسام الهضم ففضله الهضم الأول الذي في المعدة البراز وهو مندفع من المعاء وفضله الهضم الثاني أكثرها البول ويندفع من المثانة وباقيه يندفع من الطحال والمرارة وفضله الهضم الثالث يندفع بالعرق وما يجرى مجراه من الفضول المندفعة من منافذ محسوسة كالأنف والاذن والعين كما في الدموع أو غير محسوسة كالمسام وفضله الهضم الرابع يندفع بعضها بالمنى ويخرج بعضها بما ينبت من زوائد البدن كالشعور والأظفار والأوساخ وما يدفعه الطبيعة كالأورام المنفجرة وغيرها.
فصل (5) في تحديد (2) القوة الغاذية والنامية حدا بحسب الحقيقة قد علمت من طريقتنا ان الحدود قد تكون للماهيات وقد تكون للوجودات