ان القوة المسترجعة لا توجد في الماديات على أن اثبات المغايرة بين الحس المشترك والخيال ليس عندنا من المهمات التي يختل باهمالها شئ من الأصول الحكمية فلو كانا قوه واحده لها جهتا نقص وكمال لم يكن به باس والعمدة اثبات انها قوه جوهرية باطنية غير العقل وغير الحس الظاهر ولها عالم آخر غير عالم العقل وعالم الطبيعة وحركه وهذه القوة قد أقمنا البرهان على تجردها من البدن واجزائه وبها يتحقق أحوال القبر وثوابه وعذابه وأحوال البرزخ وبعث الأجساد وموضع تصرفها كل البدن وسلطانها في آخر التجويف الأول وآلتها الروح الغريزي الذي هناك.
فصل (3) في المتخيلة والواهمة والذاكرة اما المتخيلة فتسمى مفكرة أيضا باعتبار استعمال الناطقة إياها في ترتيب الفكر ومقدماته فقد احتجوا على مغايرتها لسائر القوى المدركة بان الفعل والعمل غير الادراك والنظر فان لنا ان نركب الصور المحسوسة بعضها ببعض ونفصلها بعضها عن بعض لا على النحو الذي شاهدناه من الخارج كحيوان رأسه كراس انسان وسائر بدنه كبدن فرس وله جناحان وهذا التصرف غير ثابت لسائر القوى فهو اذن لقوه أخرى.
واعترض بأنه إن كان لهذه القوة ادراك كان الشئ الواحد مدركا ومتصرفا وان لم يكن لها ادراك مع أنها متصرف بالتفصيل والتركيب بطل قولهم القاضي على الشيئين لا بد وان يحضره المقضى عليها.
وأيضا استخدام الوهم إياها تصرف فيها فاذن الوهم مدرك متصرف معا.
وأجاب المحقق الطوسي عن الأول ان هذه القوة ليست مدركه وتصرفها في شيئين (1)