المثالية التي لا مادة لها وقد مر بيان انها لا تقبل القسمة الوهمية فضلا عن الخارجية إذ لا مادة لها فقسمتها بالوهم يرجع إلى ايجاد الوهم فردين آخرين منها ابتداءا لا بجعل جسم معين جسمين وكذا وصل الجسمين الخياليين جسما واحدا عبارة عن ايجاد جسم آخر من كتم العدم.
واما نسبه الكروية إلى النفس فلأنها (1) أبسط الاشكال ولهذا كانت الأفلاك كريه فالنفس إذا تصورت وتشكلت ووقعت في عالم الطبيعة كانت كره كالأفلاك لكونها أسهل حركه كما قالوا إذ بالحركة يخرج كمالات النفوس من القوة إلى الفعل ثم التركيب الاتحادي بين النفس والبدن ثابت عندنا كما ذهب إليه أيضا بعض المتأخرين فاتصاف النفس بصفات الجسم بالمعنى الذي هو جنس متحقق لكونها مبدء فصله وتمام ذاته وان لم يتصف بما هو مادة وهي صوره ومعلوم ان اعتبار الجنس والفصل غير اعتبار المادة والصورة وفي الاعتبار الأول كما يتصف الأجسام بصفات النفوس كذا يتصف النفوس بصفات الأجسام ولذلك تشير إلى نفسك باني كاتب جالس فكون النفس الفلكية كره من هذا القبيل.
واما قولهم ان الحيوان يستنشق النفس بالتنفس فالمراد ان في الحيوان (2)