واما بيان ان ذلك الامر ليس هو اله العالم واجب الوجود فهو لأنه آخر المفارقات العقلية الذي فيه شوب كثره والباري واحد حق في غاية العظمة والجلال والنفوس كثيره.
فان قلت لم لا يجوز ان يكون بعض النفوس علة لبعض كنفس الوالد في نفس المولود.
قلنا قد مر فيما سبق ان تأثير النفس في شئ بمشاركة الوضع فلا تأثير لها فيما لا وضع له بالقياس إليها وهذا أولى مما ذكره الشيخ في كتاب المباحثات من أن النفوس متحدة بالنوع فلو جعلنا النفس علة لوجود نفس فلا يخلو اما أن تكون واحده أو أكثر من واحده فان كانت واحده فاما أن تكون معينه أو غير معينه والأول محال لأنه ليس أحد المتفقين في النوع أولى بان يكون علة للاخر دون العكس والثاني أيضا محال لان المعلول المعين يستدعى علة معينه واما ان كانت كثيره فهو باطل أيضا لأنه ليس عدد أولى من عدد فكان يجب ان يكون المؤثر في النفس الواحد جميع النفوس المفارقة وذلك محال لان الأقل من المجموع الحاصل في زماننا مستقل بالتأثير لان المجموع الذي قبل زماننا أقل من هذا المجموع وكان كافيا وبعض آحاد المجموع إذا كان كافيا لم يكن ذلك المجموع مؤثرا لما علمت من امتناع توارد العلتين المستقلتين على معلول واحد فاذن لا يمكن تعليل النفس بمجموع السابقة ولا ببعض آحادها دون بعض، فاذن يمتنع استناد وجود النفس إلى شئ من ذلك وهو المطلوب لأن هذه الحجة مبتنية على اتحاد النفوس في الماهية وهي عندنا كما سيجئ من أحوالها متخالفة الأنواع بسبب رسوخ ملكاتها وأخلاقها الملكية أو الشيطانية أو البهيمية أو السبعية وان كانت