غير وجود الاجزاء لا يمنعه ان يكون في موضوع وكون الجزء فيه لا كشئ موجود في الموضوع لا يجعله جوهرا وقد علمت في مباحث الجوهر ان جوهرية الشئ لا تختلف بالإضافة حتى يكون الشئ بالقياس إلى ما هو جزء له جوهرا وبالقياس إلى ما يعرضه عرضا كما في الذاتية (1) والعرضية وليس كل جوهري (2) جوهرا ولا كل عرضي عرضا فالجوهر جوهر في نفسه وبالقياس إلى كل شئ وكذا العرض عرض في نفسه بالقياس إلى كل شئ نعنى ان القياس إلى الأشياء لا يغير جوهرية الشئ بمعنى كونه جوهرا ولا عرضيته بمعنى كونه عرضا نعم يغير كونه جوهريا أو عرضيا.
قال الشيخ ان الشئ إذا تعقلت ذاته ونظرت إليها فإن لم يوجد لها موضوع البتة كانت في نفسها جوهرا وان وجدت في الف شئ لا في موضوع بعد أن توجد في شئ واحد على نحو وجود الشئ في الموضوع فهي في نفسها عرض وليس إذا لم يكن عرضا في شئ (3) فهو جوهر فيه فيجوز ان يكون الشئ لا عرضا في الشئ ولا جوهرا في الشئ كما أن الشئ يجوز ان لا يكون واحدا في شئ ولا كثيرا فيه ولكن في نفسه واحد أو كثير وليس الجوهري والجوهر واحدا ولا العرض (4) بمعنى العرضي في باب