أحدها ان الحال يمتنع ان يكون سببا لمحله لاستحالة الدور فلا يكون جوهرا.
وثانيها وان يساعدونا على أن الحال يمكن ان يكون من مقومات المحل لكن قالوا إن النفس ليست كذلك لأنها انما تحدث عند حدوث المزاج الصالح والمتأخر لا يكون علة للمتقدم فالنفس لا تكون علة لحصول المزاج وثالثها ان النفس لو كانت جوهرا لكان الجوهر ذاتيا لها لأنه جنس لما تحته من الأنواع المحصلة فلو كانت النفس جوهرا لكان العلم بجوهريتها بديهيا حاصلا من غير كسب والتالي باطل فكذا المقدم.
والجواب اما عن الأول فقد مر فيها مضى.
واما عن الثاني فلما مرت الإشارة إليه من أن المزاج الذي هو علة معدة لفيضان نفس أو صوره جمادية على المادة المستعدة به غير المزاج الذي تقيمه وتحفظه تلك النفس أو الصورة فاندفع الدور.
واما عن الثالث فالذي ذكره الشيخ هو انا لا نعرف من النفس الا انها شئ ما مدبر للبدن فاما ماهية (1) ذلك الشئ فمجهولة والجوهر ذاتي لتلك الماهية لا لمفهوم انه شئ ما مدبر للبدن فما هو متقوم بالجوهر غير معلوم لنا وما هو معلوم لنا غير متقوم بالجوهر فزالت الشبهة.
واعترض عليه بعض الفضلاء بان علمي بنفسي غير حاصل بالكسب كما برهن عليه فلا يخلو اما ان لا اعلم نفسي الا من حيث إن لها نسبه إلى بدني أو اعلم حقيقتها فالأول