الا بالكمال والنقص فإذا كانت نسبه النفوس إلى مبدء ها العقلي هذه النسبة فلزم ان يكون وجود ذلك المبدء العقلي هو تمام وجودات هذه النفوس ونوره كمال هذه الأنوار.
وحاصل هذا البحث ان وجود النفوس مجرده عن تعلقات الأبدان في عالم المفارقات عبارة عن اتحادها مع جوهرها العقلي الفعالي كما أن وجودها في عالم الأجسام عبارة عن تكثرها وتعددها افرادا أو ابعاضا حتى أن جزء النفس المتعلق بعضو القلب غير جزئها المتعلق بعضو الدماغ وغير ذلك من الأعضاء كما أن جزئها الفكري غير جزئها الشهوى وجزئها الشهوى غير جزئها الغضبى الا ان هذه التجزية بنحو آخر غير تلك التجزية وللنفس أنحاء من التشريح والتفصيل يعرفها الكاملون وهي غير تشريح البدن والأعضاء الذي بينه الأطباء والمشرحون وهكذا وجودها في عالم البرزخ المتوسط بين العالمين العقلي والحسي له تشريح وتفصيل بنحو آخر ووجودها هناك عبارة عن وجود جوهر مثالي ادراكي مجرد عن الأجسام الحسية دون الخيالية الا ان ذلك الوجود أيضا عين الحياة والادراك وقد علمت أن الخيال عندنا جوهر مجرد عن الدماغ وسائر الأجسام الطبيعية وهي حيوان تام متشخص سائح سائر في دار الحيوان ونشأة الجنان.
ذكر تنبيهي واعلم أن شارح كتاب حكمه الاشراق العلامة الشيرازي زيف هذه الحجج المذكورة من هذا الشيخ قدس سره في نفى قدم النفوس وتقدمها على الأبدان ونسبها إلى الاقناع بان كلها مبتنية (1) على ابطال التناسخ وزعم أن القول بالتناسخ مذهب قوى بل حق ذهب إليه الأقدمون من الحكماء المعظمين كأفلاطون وغيره ونحن مع انا قد رأينا بطلان التناسخ وألهمنا ببرهان لطيف على استحالته وفساده وحملنا كلام أفلاطون والأقدمين على غير ما فهمه القوم