الانسان حينئذ لنفسه نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياه ولا نشورا وفاعل هذه التشكيلات والتصويرات والترتيبات لا بد ان يكون صانعا حكيما ومدبرا عليما فلم يبق من الشقوق والاحتمالات الا ان خالق هذه الأبدان ومشكلها ومصورها وغاذيها ومنميها ومولدها هو امر من امر الله باستخدام النفس وقواها المطيعة لإرادة الله وحكمته وهذه النفس تتقلب في أطوار الكون كيف يشاء الله بأمره ففي بعض الأطوار شانها تصوير المواد والأجسام بصورها المناسبة لاستعدادها كما في الأرحام وفي بعض النشأة شانها تصوير القوى الحساسة بصورها المناسبة لجوهر الحس من المحسوسات الحاكية لعالم النور في عالم الظلام وفي طور آخر شانها تصوير المدارك الباطنة بصور الخيالات والأوهام.
وفي نشأة أخرى شانها تصوير الذوات بصور الحقائق والمعاني الإلهية والعلوم الربانية وعلى ما ذكرناه (1) يحمل كلام بعض المحققين من اتباع الحكماء في كيفية تكون الجنين وهو ان المادة تستعد لأمر واحد هو النفس ولكن النفس (2) لها آلات ولوازم وقوى متخالفة يتحد نحوا من الاتحاد فوجب ان يكون في المادة استعدادات بالقوة (3) مختلفه يتحد على ضرب من وجوه الوحدة وهي كيفية (4) المزاج كاتحاد أشياء فيها تركيب ثم كل قوه يجب ان يكون تركبت فيها هيئات هي لوازم لتلك القوى بها تصير فعاله فبسبب هذه الهيئات والآلات ينقسم عضو واحد إلى أعضاء كثيره وبسبب اختلاف ترتيبات القوى يختلف أوضاع هذه الأعضاء وهذا كما أن