واما الجواب عن الثاني فنقول ان المبدء الفياض لجميع صور الكائنات وإن كان أمرا آخر اجل من هذه المبادئ الفاعلة والباعثة لكن لتعاليه عن هذه التغيرات والتجددات لا بد في كل فعل جسماني من فاعل مزاول لامتناع صدور هذه الأفاعيل المتجددة المتغيرة عن فاعل ثابت برئ عن التجدد رفيع عن التغير ولو كفى في صدور هذه التحريكات والتصويرات مجرد الاستعداد للقوابل من غير فاعل مباشر لما احتيج إلى اثبات الطبائع والقوى والنفوس في حرارة النار وبرودة الماء ويبوسة الأرض وحفظ المعادن ونمو النبات وحركات الحيوان بل يكفي انفعالات الهيولى على أن كل (1) انفعال (2) واستعداد في مادة تابع لفعل فاعل لما مر من أن كل قوه وامكان مسبوق بفعل وايجاب وكما لا يمكن استناد الانفعالات الكثيرة المختلفة إلى قابل واحد من غير توسط جهات متكثرة في الانفعال كذلك لا يمكن استناد الأفاعيل الكثيرة المختلفة إلى فاعل واحد من غير توسط جهات متكثرة في الفعل وقد مر في مباحث العلة والمعلول ان الفعل الكلى يحتاج إلى فاعل كلي والفعل الجزئي يحتاج إلى فاعل جزئي فهذه الكتابة تصدر عن هذا الكاتب وهذا التصوير يصدر عن هذا المصور والفعل المحسوس المشار إليه ينسب إلى فاعل محسوس مشار إليه والفاعل العقلي لم يكن فاعلا بالذات الا لفعل معقول والله ولى الهداية
(٨٤)