فالمدرك لتلك الكيفية إن كان المزاج فذلك اما ان يكون المزاج الذي قد بطل وهو ممتنع أو الذي حدث وهو أيضا ممتنع لان المزاج الصحيح الأصلي لا يدرك ذاته فكيف يدرك المزاج الغريب المتجدد ذاته.
وبالجملة الاحساس يستدعى الانفعال والشئ لا ينفعل عن نفسه فاذن لا بد في الاحساس من شئ باق عند توارد الحالتين ليحصل الشعور بذلك التغير والمزاج غير باق.
البرهان الخامس ان الحيوان قد يتحرك في مزاجه اما عن الاشتداد إلى الضعف أو عن الضعف إلى الاشتداد ولا شك ان المتحرك (1) غير المتحرك فيه فالمتحرك في المزاج غير المزاج.
البرهان السادس من العرشيات قد علمت أن الادراك عبارة عن وجود المدرك بالفتح للمدرك بالكسر فنقول لو كانت النفس هي المزاج لزم ان يكون العرض موجودا لنفسه والتالي محال فالمقدم مثله واما بيان الملازمة فلان النفس تدرك المزاج والمزاج لأنه كيفية ملموسة تكون عرضا فلو كانت النفس هي المزاج فيكون العرض موجودا لذاته واما بطلان التالي فلان وجود العرض في نفسه هو وجوده لموضوعه لا لذاته فليس اذن المدرك هو المزاج بل موضوع آخر وليس ذلك هو الجسم المطلق لان ذلك ممتنع والا لكان كل جسم دراكا ولا أيضا الجسم العنصري والا لكان كل جسم عنصري دراكا وهو خلاف الواقع فاذن القوة التي تدرك المزاج شئ غير المزاج ولا الجسم الذي قام به المزاج بل شئ غيرهما وهو المطلوب.
البرهان السابع انا سنقيم البراهين على تجرد النفس الحيوانية والقوة الخيالية (2) عن الأجسام العنصرية والطبيعية والتجرد فوق الجوهرية فبطل كون النفس مزاجا