والدفع واما ينفك بعضها عن البعض فقد يكون العضو (1) ضعيفا في أحد هذه الأربع وقويا في غيره ولولا تغاير هذه المبادئ لاستحال ذلك واما آلات هذه القوى فالقوة الجاذبة آلتها الليف المتطاول والماسكة آلتها الليف المورب والدافعة آلتها في الدفع الليف المستعرض هذا ما قالوه وظاهر ان المراد منه ان في معظمات هذه الأفاعيل يحتاج إلى تلك الأعصاب فان جاذبه كل عضو أو ماسكته أو دافعته يحتاج إلى آله عصبية لا ان جاذبه كل ذره من العضو يحتاج إلى ليف متطاول ودافعته إلى ليف مستعرض.
فعلى هذا اندفع ما قيل فيه اما أولا فبان لحم الكبد ليس فيه ليف مع وجود الجاذبة والماسكة والدافعة فيه واما ثانيا فبان الرطوبة الجليدية تجذب الغذاء أو تمسكه وتهضمه مع أن الجزم حاصل بان ليس فيها ليف أصلا.
واما ثالثا فبان كلا من شظايا الليف غير مركبه من الليف والا لتسلسلت الليفات إلى غير النهاية مع أن فيها هذه القوى.
واما رابعا فبان الليف المستعرض ليس فيه ليف متطاول مع أنه يجذب وكذا الليف المتطاول ليس فيه ليف مستعرض مع أنه يدفع الفضل وذلك لما سبق من أن الحاجة إلى هذه الآلات في معظمات الجذب والامساك والهضم والدفع وجلائلها لا في رقائقها وجزئياتها المنخرطة في سلك المعظمات المندرجة فيها فان الأصناف الثلاثة من القوى العظيمة إذا فعلت أفعالها بآلات الثلاث من الليف الحاصلة في الأوردة يفعل كل منها بتلك الاله بالذات على وجه يسرى فيما يجاور آلاتها ولو بالعرض فإذا جذب الوريد الغذاء بليفة المتطاول يرشح منه على جوهر الكبد وعلى هذا القياس في سائر المواضع المذكورة.
فان قلت ذلك الدم اما ان يترشح من الليف المتطاول على لحم الكبد مع كون لحمه جاذبا لذلك الدم أو لا مع كونه جاذبا له فإن كان الأول فالجذب لا يتوقف على الليف وإن كان الثاني لم يكن في العضو قوه غاذية.