نحو وجودها الخاص وليس لماهية النفس وجود آخر هي بحسبه لا تكون نفسا (1) الا بعد استكمالات وتحولات ذاتية تقع لها في ذاتها وجوهرها فتصير حينئذ عقلا فعالا بعد ما كانت بالقوة عقلا.
والبرهان على أن نفسية النفس في ابتداء نشأتها ليست من العوارض اللاحقة بذاتها لازمه كانت أو مفارقه كالحركة اللاحقة بالفلك أو كالأبوة اللاحقة بذات الأب انه لو كانت كما زعمه الجمهور من الحكماء (2) لزم كون النفس جوهرا متحصلا بالفعل من جمله الجواهر العقلية المفارقة الذوات ثم سنح لها امر (3) ألجأها إلى التعلق بالبدن ومفارقة عالم القدس ومزاولة العنصريات لكن التالي مستحيل لان ما بالذات لا يزول والجوهر المفارق لا يسنح له شئ لم يكن له في ذاته إذ محل الحوادث المادة الجسمانية وما يقترنها.
وأيضا النفس تمام البدن ويحصل منها ومن المادة البدنية نوع كامل جسماني ولا يمكن ان يحصل من مجرد ومادي نوع طبيعي مادي بالضرورة فإذا بطل التالي فكذا المقدم فعلم أن اقتران النفس بالبدن وتصرفها فيه امر ذاتي لها بحسب وجودها الشخصي فهذه الإضافة النفسية لها إلى البدن مقومه لها لكن لا يلزم من ذلك (4) كونها