الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٩ - الصفحة ٣٥٨
كل ذلك يفيد ان للنفس كينونه قبل البدن ووجودا في العالم الشامخ الإلهي وان لها عودا ورجوعا إلى ما هبطت منه وطلوعا لشمس حقيقتها وكواكب قواها من مغربها اما مشرقه مستقيمة واما منكسفة منكوسة مكدرة.
وقوله قدس سره وما يقال إن المتصرفات في الأبدان يسنح لها حال موجب لسقوطها عن مراتبها إلى آخره.
قلت في الحواشي ان سقوط النفس عبارة عن صدورها عن سببها الأصلي ونزولها عن أبيها المقدس العقلي والحال (1) التي توجب سقوطها عن ذلك العالم شؤون فاعلها وجهات علتها وحيثياتها وقد وقع التنبيه سابقا على أن المعلولات النازلة الصادرة

(1) أي الحال التي توجب صدورها هي الجهات الفاعلية كالأسماء والصفات عند العرفاء وكالاشراقات والمشاهدات في العقول الطولية للطبقة المتكافئة من العقول، وكنفس هذه لأصنامها المثالية والمادية عند الاشراقيين وكالجهات الثلاث في كل واحد من العقول العشرة وهي الوجوب والوجود والامكان أو النور والظل والظلمة أو تعقل مبدئه وتعقل وجوده وتعقل امكانه إلى غير ذلك من العبارات عند المشائين، ولما كانت الجهات الفاعلية في غالب الامر كمالات وحسنات وقد ذكر الكمل من عباد الله تعالى تأسيا به ان موجب السقوط هو الخطيئة في أبينا آدم ع تصدى لتحقيق ذلك بقوله وقد وقع التنبيه الخ س ره.
(٣٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 353 354 355 356 357 358 359 360 361 362 363 ... » »»
الفهرست