فلو لا انها ظهرت أفاعيلها وأفرغت قواها وصيرتها واقعه تحت الابصار لكانت تلك القوى والأفاعيل فيها باطلا ولكانت النفس تنسى الفضائل والافعال المحكمة المتقنة إذا كانت خفيه لا تظهر ولو كان هذا هكذا لما عرفت قوه النفس ولا شرفها وذلك أن الفعل انما هو اعلان القوة الخفية بظهورها ولو خفيت قوه النفس ولم يظهر لفسدت ولكانت كأنها لم تكن انتهى كلامه.
وفي أقوال الحكماء الأقدمين إشارات لطيفه ورموز شريفة إلى هبوط النفس من ذلك العالم وصعودها وحكايات مرشدة إلى ذلك.
منها قصه (1) سلامان وأبسال.
ومنها قصه الحمامة المطوقة المذكورة في كتاب كليلة ودمنة.
ومنها حكاية حي بن يقظان.
وللشيخ الرئيس قصيدة في السؤال عن علة هبوط النفس أولها:
إليك من المحل الأرفع * ورقاء ذات تعزز وتمنع (2).