الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٩ - الصفحة ٣٥١
ولعلك تقول إذا اتحدت النفوس كان جميع الآلات لذات واحده فتكون تلك الذات مدركه لجميع المدركات بجميع الآلات فكان كل أحد منا يدرك ما يدركه الاخر فيدرك الكل أقول: (1) كلامنا في اتحاد النفوس قبل الأبدان لا في اتحادها عند التعلق بالأبدان،
(1) هكذا في حاشيته على حكمه الاشراق أيضا أقول قد علمت أن كلام الشيخ الاشراقي في اتحاد النفوس عند التعلق بالأبدان فينفي الاتحاد عند التعلق ويثبت التكثر حتى يفرع عليه انها لو كانت قبل التعلق متحدة ثم تكثرت بعده لزم التجزي والانقسام، فإذا سلمتم التكثر عند التعلق تم كلامه ولا بحث لكم معه الا ان يقال لما نفى الشيخ قدس سره الاتحاد عند التعلق مطلقا أراد المصنف قدس سره اثبات الاتحاد في الجملة عند التعلق الصوري حين صيرورتها روحانيات البقاء عند اتحادها بالعقل وفي مقام عقليتها بالفعل بحمل قبلية الأبدان في كلامه على القبلية الدهرية بقرينة قوله وفي النشأة العقلية تكون عند استكمالها متحدة بالعقل المفارق وهذا القدر يكفي في منع بعض مقدمات الشيخ قدس سره.
وأيضا لم يسلم التكثر ولو قبل الاتحاد بمقام العقل فان الاتحاد في عالم الطبيعة لا ينافي جهل بعض الادراك الجزئية لبعضها على الاخر كما قال والاتحاد بحسب كل نشأة الخ وانه كيف يقاس الخ ثم إنه نقل عن العلامة الدواني أنه قال في شرح الهياكل:
ان أريد بالحيثية هاهنا التقييدية فلا يصح كونها من حيث تلك الآلات مدركه لكون المقيد بها من حيث هو مقيد امر اعتباري وعلى تقدير وجوده فيكون المقيد بكل آله غير المقيد بالإله الأخرى بالذات لان القيد في الحيثية التقييدية بمنزله الجزء فيكون المركب من الذات وكل قيد مغايرا للمركب منه ومن قيد آخر تغايرا بالذات فتتغاير النفوس بالذات وقد فرضت متحدة وان أريد بالحيثية التعليلية فلا ينافي الاتحاد في الادراك ضرورة ان الأفاعيل المختلفة لا ينافي وحده الفاعل وذلك كالنفس تدرك المحسوسات المختلفة بآلات متغايرة ومع ذلك هو المدرك لجميعها وأجاب المصنف قدس سره في تلك الحاشية بانا نختار ان هذه الحيثيات تقييدية فكثرت النفوس المحيثة بها لا على وجه التركيب الاعتباري ولا لان تكون المقيد بها من حيث هو مقيد بها أمرا اعتباريا بل المقيد بكل قيد امر حقيقي متحد بقيده مغاير للمقيد بقيد آخر من جهة ذلك القيد واتحاده به.
قوله: فيتغاير النفوس بالذات.
قلنا: نعم ولكن في نشأة الآلات البدنية بحسب تقييدها الذاتي بتلك الآلات.
وقوله وقد فرضت متحدة.
قلنا نعم ولكن لا في هذه النشأة بل في نشأة سابقه عقلية هي نشأة ما قبل الطبيعة وهي بعينها نشأة ما بعد الطبيعة انتهى وهو مؤيد لما ذكرناه فتفطن س ره.