عارض غريب فإنها ليست في عالم الحركات حينئذ فلما لم يكن كثرتها ولا وحدتها قبل تصرف الأبدان فلا يمكن وجودها.
أقول فيه نظر من وجوه الأول انه يرد على ابطال الشق الثاني انا لا نسلم انها متحدة نوعا بمعنى انها افراد لنوع واحد متمايزة في الوجود بل هي باجزاء شئ واحد وحده عقلية أشبه منها بافراد ماهية واحده وحده نوعيه والمستند ان الجواهر العقلية عند بعض الفلاسفة الكاملين وجودات محضه بلا ماهية وتلك (1) الوجودات متفاوتة بالأشد والأضعف ومعنى الأشد هو كون الوجود بحيث كأنه يشتمل على أمثال ما في الأضعف ويترتب عليه اضعاف ما يترتب على الفرد الضعيف فهذه النفوس قبل نزولها في الأبدان متمايزة بجهات (2) وحيثيات عقلية متقدمة على أكوانها الطبيعية بالذات،