الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٩ - الصفحة ٣٥٠
لا بعوارض قابلية لاحقه لماهياتها واليه الإشارة بقوله ص: (نحن السابقون اللاحقون وقوله ص كنت نبيا وآدم بين الماء والطين).
والثاني انه يرد على ابطال الشق الأول انا لا نسلم لزوم ما ذكرتم ان أريد بالادراكات الادراكات المتوقفة على الآلات وان أريد بها الادراكات الغير المتوقفة على الآلات فلزومه مسلم ولا نسلم عدم اشتراك الكل فيها الا ترى انها اشتركت (1) في العلم (2) بذواتها وفي ادراك كثير من الأوليات الغير المتوقفة على الآلات.

(١) فيه ان اشتراكها في العلم بذاتها على ما يريده المورد هو اشتراكها في مفهوم ان لها علما بذاتها وعلى ما يريده المستدل ان يكون كل نفس تدرك من ذاتها شخص ما يدركه غيرها بالعلم الحضوري ومن البديهي ان ذلك غير مشترك بين النفوس - ط مد.
(٢) هكذا قال العلامة في شرح حكمه الاشراق والمصنف في حواشيها والظاهر أنه مصادره على المطلوب لان علمها بذواتها عين ذواتها لأنه حضوري فذواتها في الواقع ان كانت متكثرة مختلفه كانت علومها بذواتها كذلك وان كانت واحده كان علمها كذلك مشتركا فيه اللهم الا ان يحمل على العلم بمفهوم ذاتها علما حصوليا وحينئذ يكون من قبيل العلم بالأوليات ويمكن الجواب بان المراد ان علمها الحضوري بذواتها واحد مشترك فيه بمعنى ان تلك الذات المعراة عن الغرائب المشار إليها في كل واحده بانا المعلومة بحضورها بذاتها المعبر عنها بالعلم بذاتها واحده فان تلك الذات الغير المغفول عنها للكل على كل حال واحده وتلك الحالة الوجدانية الحاصلة لزيد مثلا متفقه في جميع بنى نوعه ثم إنه يمكن ان يترقى عن ادراك الأوليات والذات ويقال هذه النفوس في مقام العاقلة واحده ولا سيما على القول باتحاد العاقل والمعقول فان معقولها الكلى كالبياض الكلى الصرف واحد ولو وجد في الف عقل ونفس إذ لا ميز في صرف الشئ وهكذا في باقي الكليات التصورية والتصديقية من العنوانات المطابقة لنفس الامر، ولهذا كل من جاء من لدن آدم إلى الخاتم ص من أهل الحق دينهم واحد واعتقادهم فارد قلوبهم كمرائي متعاكسة متصورة كل بما في الأخرى بعد ما ولت وجوهها شطر قبله واحده قال الله تعالى: (أولئك الذين هداهم الله فبهداهم اقتده) وفي الحديث (المؤمن مرآة المؤمن فكل يقول بتوحيده وصفاته العليا وأسمائه الحسنى على وتيرة واحده ولو ترائى اختلاف ففي نشأة الصورة بحسب العبارات وفي الاسماع، وكلامنا في مقام التعقل ومن لم يشترك معهم في هذه المعارف فلأجل عدم تحقق الموضوع فيهم لا ان الموضوع متحقق ولكنه مختلف بل إن كنت ذا قلب متوقد لدريت ان الصفات التي بشركه القوى أيضا لها جهة وحده ووفاق وإن كان لها جهة كثره وخلاف بالقوابل أو بشدة وضعف مع أن ما به الاختلاف فيهما عين ما به الاتفاق فان حاله البسط التي يحصل لك أو حاله القبض بعينهما مثل ما لا بناء نوعك بل حالات جوعك وعطشك وشبعك وريك مثلا موافقة لما يحصل لا بناء جنسك فضلا عن أبناء نوعك، وهذا أحد وجوه قول القائل كل شئ فيه معنى كل شئ س ره.
(٣٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 345 346 347 348 349 350 351 352 353 354 355 ... » »»
الفهرست