وأضاف السيد شرف الدين في موضع آخر من كتابه (الكلمة الغراء):
(وحسبك في تفضيلها بالخصوص ما أخرجه الطبراني في ترجمة إبراهيم بن هاشم من معجمه الأوسط عن عائشة، ما رأيت أحدا قط أفضل من فاطمة غير أبيها.
وسند هذا القول إلى عائشة صحيح على شرط البخاري ومسلم، صرح بذلك ابن حجر في ترجمة الزهراء من إصابته، والنبهاني في آخر صفة 58 من الشرف المؤيد.
وأخرج ابن عبد البر في ترجمة الزهراء من استيعابه بالاسناد إلى ابن عمير قال: دخلت على عائشة فسألتها أي الناس أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله؟ قالت: فاطمة، قلت: فمن الرجال؟ قالت: زوجها. وأخرج في ترجمتها من الاستيعاب أيضا عن بريدة قال:
كان أحب الناس إلى رسول الله من النساء فاطمة ومن الرجال علي) (1).
ونقل السيد شرف الدين في هامش المورد الثامن من كتابه (النص والاجتهاد) كلاما مقاربا لما ذكره في الكلمة الغراء، ومما جاء فيه: (... وهذا - أي التفضيل - هو الذي صرح به السيد أحمد زيني دحلان مفتي الشافعية، ونقله عن عدة من أعلامهم، وذلك حيث أورد تزويج فاطمة بعلي في سيرته النبوية فراجع) (2).
ولا أدري هل كان السيد شرف الدين رضوان الله عليه في نظر فضل الله مشغولا بترف فكري سخيف عندما ألف كتابه الكلمة الغراء لاثبات تفضيل الزهراء عليها السلام على غيرها من النساء؟!
القسم الثالث: الأحاديث التي تدل على أفضلية مريم عليها السلام على الزهراء عليها السلام وتجعل فاطمة في الرتبة الثانية من حيث المقام والمنزلة، بل إن في بعضها تقديم غير مريم عليها. ومن تلك الأحاديث:
1 - ما رواه الترمذي بإسناده إلى أم سلمة عن فاطمة عليها السلام أن النبي صلى الله عليه وآله في مرض وفاته أخبرها بأنها (سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم بنت عمران) (3).
2 - ما رواه ابن عبد البر عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وآله قال: (فاطمة سيدة نساء أهل الجنة إلا ما كان من مريم بنت عمران) (4).
وكذلك ما رواه عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: (سيدة نساء أهل الجنة مريم، ثم فاطمة بنت محمد، ثم آسية امرأة فرعون) (5).