غير أن الحقيقة الواضحة قد كشفت لنا عمن صدر الجهل ومن الذي يستخدم العبارات الفضفاضة والمغالطات الصارخة للتغطية على جهله، كما كشفت أيضا عن مدى وعي الجماهير وحسها العالي في التعاطف مع القضايا التي تمس أساس عقيدتهم وتاريخهم. (وعاد الرمي على النزعة).
ومن الغريب بمكان أن (فضل الله) اعتبر المدافعين عن أهل البيت عليهم السلام ومقامهم وظلامتهم من الظالمين له، ولم يعتبر نفسه من الظالمين لاهل البيت عليهم السلام فيما قاله.
أليس من الظلم للزهراء عليها السلام اعتبار البحث في تفضيلها على السيدة مريم عليها السلام ترفا فكريا سخيفا! ألا يعتبر التشكيك في كسر ضلع الزهراء وإسقاط جنينها وضربها تعديا على ظلامة الزهراء وحقائق التاريخ؟ ألم يكن إنكاره لبعض فضائل المعصومين عليهم السلام ولكونهم وسائط إلى الله تجاوزا على مقام أهل البيت عليهم السلام؟ لماذا لم يعتبر حديثه عن الزهراء عليها السلام بأنها كانتتلتقي بالرجال في الازمة وغير الازمة وتتحدث إليهم بشكل طبيعي، عدوانا على الحقيقة؟ وهل ينفع بعد كل هذا الظلم أن يتشبث بكلمة (جدنا) أو (جدتنا)؟!
ثم إن (فضل الله) بعد أن أبدى جهلا واضحا بمصادر الاخبار وأسانيدها وكيفية الاستدلال، وبعد أن اعتبر أن هناك أحاديث كثيرة تتحدث عن بيت الاحزان! وبعد أن شكك في إسقاط الجنين الشهيد محسن عليه السلام لعدم عثوره على رواية واحدة (1)! وبعد أن اعتبر الخلاف في كسر ضلع الزهراء عليها السلام وإسقاط جنينها كالخلاف في سنة ولادتها!
وبعد أن قال إن مصحف فاطمة هو ما كان عند الزهراء عليها السلام من جريدة، وهو ما طلبت من خادمتها البحث عنها! وبعد أن قال إن المراد من أبي عبيدة في رواية مصحف فاطمة هو المدائني وأن المراد من ابن سنان في رواية البحار هو محمد بن سنان! وبعد أن تحدث في كثير مما لا يعلم عنه شيئا - وليس هنا مجال الاستقصاء - جاء بعد ذلك ليعرض بخصومه قائلا: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون، وكأنه هو رسول الله!
وكأن خصومه جهلة قريش وعتاة العرب! وليسوا مراجع الدين وعلماء وطلاب الحوزات العلمية ومن أيدهم من المؤمنين.