سيدنا: إن أول علامات المرجعية والعدالة هو التثبت قبل التفوه بكلام يؤدي إلى التشهير بالمؤمن لدى الناس...) إن هذا المنشور يمثل خيبة ظن بالمرجعية، ولا ندري هل هو صحيح في صدوره عنكم أو غير صحيح، فلابد لكم من تكذيبه من خلال مكاتبكم لتمنعوا الذين يكذبون على المرجعية من تشويه صورتها لدى الناس بإظهارها بمظهر عدم التثبت والإساءة إلى رموز الاسلام والتشيع والكلام بما لا يتناسب مع مقامها الرفيع... إن المؤمنين ينتظرون موقفكم قبل اتخاذ الموقف المناسب لذلك) (1).
وهنا نقطة يحسن التنبيه عليها، وهي أن (فضل الله) وفي أكثر من مناسبة أكد على ضرورة طرح المسائل المختلفة بما فيه الحساسة على طاولة البحث، وضرورة اطلاع عوام الناس عليها ليأخذوا حقهم في التفكير فيها، وفي نفس الوقت حذر من التعامل الانفعالي مع القضايا لما سيترتب عليه من خلق أجواء منافية لحرية الرأي واستقلال التفكير، وحذر على وجه الخصوص من أسلوب الضغط على العلماء، وأشار في بعض المناسبات إلى أن المراجع كانوا يسايرون العوام فيما كانوا متعصبين له، وأشار في بعض أشرطته المتأخرة أن الحوزة العلمية تخشى مناقشة ما ألف العوام عليه، فقد وجه له البعض السؤال التالي: لماذا لا تكتبون في مجال تهذيب ما كتب في السيرة الحسينية أو تشرفون على لجنة تقوم بذلك؟ خصوصا ونحن نعيش التحديات الفكرية والسياسية.
فأجاب كما في الشريط المسجل: (إذا أحنا (نحن) مجرد إثارة علامة استفهام حول الزهراء... (عبارة غير واضحة) شلون (فكيف) إذا فرضنا اجينا (أتينا) أثرنا علامات استفهام في أكثر من ج أنب، مجتمعنا حتى الان مجتمع لا يملك حرية الفكر، يعني لا يستطيع المجتمع العام وخصوصا مجتمع الحوزات ما تستطيع أن تناقش قضية درج العوام أو درج الناس على ذلك، ومع ذلك بين وقت وآخر نحن عادي (نذكر)، أنا أذكر في الشام بعض الخطباء الطليعيين كانوا يجتمعون عندي في الشام ويجمعون الروايات، وكنا نناقشها بطريقة نقدية، ولا أدري هل كتبوا شيئا أم لا).
ولكننا نجده يمارس ويفعل ما اعترض عليه وانتقده! فقد قال حول نجاسة أهل الكتاب: (طبعا إذا القضية رأي شخصي، نحن رأينا الاجتهادي طهارة أهل الكتاب، لكن المراجع رأيهم غير هذا، السيد الخوئي يحتاط احتياط وجوبي، الامام يفتي بالنجاسة، ولهذا المسألة لابد أن يكون هناك محاولة طلب من المراجع بأن يتساهلوا في ذلك قليلا) (2). وقال أيضا: (ولحل المشكلة يجب إقناع المراجع للافتاء بطهارتهم) (2).
وهذا النحو من التعامل مع الفقه وأحكامه يعكس بعض ذهنية (فضل الله) وطبيعة نظرته للشرع، فهل الامر خاضع للاستدلال والعلمي والحجة الشرعية، أم المسألة شخصية لا ينبغي أن تخلق مشكلة! وتتبع التساهل وتقتضي المطالبة؟!