فهذا العلامة السيد ياسين الموسوي قد تعرض في مطلع شهر رجب الحرام من عام 1417 ه وبجوار مرقد العقيلة زينب عليها السلام لطعنات بالسكاكين كادت أن تؤدي به لولا لطف الله تعالى وعناية الزهراء عليها السلام بمواليها، وقد تم ذلك من قبل بعض مؤيدي (فضل الله) تشفيا وانتقاما لمجرد تأليف سماحة السيد ياسين الموسوي قبل عدة سنوات كتاب (ملاحظات على منهج السيد محمد حسين فضل الله)، وهو رد علمي يتسم بالموضوعية، ولمجرد قصده تأليف كتاب آخر للرد على بعض شبهات (فضل الله) الأخرى، وإن هذا الاعتداء الأثيم ليمثل في حقيقة الامر منتهى العجز عن مواجهة الدليل بالدليل ومقارعة الحجة بمثلها.
ويضاف إلى ما ذكرناه إنه عرض فرض حدوث بعض صور ما يعبر عنه (فضل الله) ب (الغوغائية) فإن الكل يعلم إنه لا يخلو أي اتجاه ديني في المجتمع من وجود بعض الأنصار والمؤيدين له الذين لا يلتزمون بالأخلاق الاسلامية بالشكل المطلوب كما هو الحال في بعض أتباعه أيضا، فهل يرضى أن نحمله مسؤولية أفعالهم وسلوكهم اللا أخلاقي! لا أظن إنه أو أي شخص آخر بقادر على الالتزام بذلك لما هو معلوم من أن محاسبة التوجهات الفكرية والمواقف العملية لأي تيار لا تتم عبر الاستشهاد بسلوك صادر عن نفر يسير من الأباعد من الاتباع والمؤيدين، وإنما تصح المحاسبة إذا كانت تلك التوجهات والمواقف صادرة من واجهات التيار وأقطابه ومؤسساته الاعلامية بل ومن الاتباع إذا كانوا يمثلون الأغلبية، وأين هذا مما نحن فيه؟ وهل يملك (فضل الله) رقما يثبت بذلك ادعاءه؟
ولكن ما يكثر (فضل الله) الطعن في مخالفيه مع عدم وجود أدلة وأرقام تثبت ذلك ارتكبه أقرب المقربين منه من دون إنكار منه، بل وبتأييد منه إذ لا يعقل كما هو المعروف في مكاتب المراجع أن يصدر بيان من قبل مكتب المرجع من دون علم المرجع وموافقته، فقد وجه مكتبه في دمشق رسالة إلى آية الله العظمى السيد السيستاني فيها الكثير من سوء الأدب والاستهانة والابتزاز والتهديد مع ملاحظة أن المكتب نفسه لم يكن متأكدا حين صدور البيان من صحة أو عدم صحة ما نسب إلى السيد السيستاني (واستدعى الرد منهم)! وهذه مقاطع مما جاء في البيان:
(سماحة آية الله السيد السيستاني (دام ظله) ...، ثم هل اطلعتم على رده العلمي على (العلماء الغيورين - حسب ما نسب إليكم - الذين أفتوا ضد هذه المقولات المنحرفة التي لا أساس لها)؟ وهل يجوز لكم ولهم الافتاء بغير علم؟... ولعلكم لم تسمعوا انه كان يدرس الكفاية والرسائل والمدارك وكان معروفا بقوة الحجة في المذاكرة في مجالس أهل العلم، ولا أدري هل كان سماحتكم في ذلك الوقت (شخصا يشار إليه بالبنان) في البحث العلمي أو من (أهل الحل والعقد)؟